والخامسة : في الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله وعلى الآل في التشهّد (١).
وفي التفسير الكبير للفخر الرازيّ في تفسير قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (٢) أشار إلى أنّ الكوثر :
«أولاده عليهمالسلام ، قالوا : لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّا على من عابه عليهالسلام بعدم الأولاد ، فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان.
فانظر كم قُتل من أهل البيت ، ثمّ العالَم ممتلئ منهم ، ولم يبقَ من بني أُميّة في الدنيا أحد يُعبأ به.
ثمّ انظر كم فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهمالسلام والنفس الزكيّة وأمثالهم» (٣).
بهذه المعرفة يمکننا الوقوف عل وحدة الملاك بين الإمامة والنبوة ، ومكانة أهل البيت عند الله ورسوله ، وسرّ الأمر بمودّتهم لا محبتهم فقط.
لماذا المودّة لا المحبّة؟
هنا نكتة أُخرى يجب فتحها في معطيات آية المودّة ودلالتها ، وهي مجيء كلمة (المودّة) فيها لا المحبّة ، وهذا يعني الشيء الكثير ، لأنّ المودّة غالبا هي لذوي العقول خاصّة ، أمّا المحبّة فهي أعمّ منها وتشمل غيرها أيضا ، فيمكن أن يقول شخص : أُحبّ سيّارتي وابني ، ولا يُمكنه أن يقول : أودّ سيّارتي وبيتي ، لأنّ المودّة لا تكون إلاّ لذوي العقول.
________________
١ ـ نظم درر السمطين : ٢٣٩ ، والصواعق المحرقة : ٢ : ٤٣٦ ، وينابيع المودّة ١ : ١٣٠ ـ ١٣١ ، عن جواهر العقدين ٢ : ١٦٦ ، وفيض القدير ٢ : ١٧٤ باختصار ، وفي جميعها عن الفخر الرازيّ.
٢ ـ الكوثر : ١.
٣ ـ التفسير الكبير ٣٢ : ١١٧.