في هلاكهم الغاية ، وأورثناهم النّار إلاّ من اعتصم بهذه العصابة ، فاجعلوا شغلكم بتشكيك النّاس فيهم ، وحملهم على عداوتهم ، وإغرائهم بهم وأوليائهم حتّى تستحكم ضلالة الخلق وكفرهم ولا ينجو منهم ناجٍ ، ولقد صدق عليهم إبليس ـ وهو كَذُوبٌ ـ أنّه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح ولا يضرّ مع محبّتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر.
قال زائدة : ثمّ قال عليّ بن الحسين عليهالسلام بعد أن حدّثني بهذا الحديث : خذه إليك أما لو ضربت في طلبه آباط الإبل حَوْلاً لكان قليلاً (١).
نعم هذا هو حال أئمتنا فحري بهم أن يکون لهم هذا المقام المحمود ، وقراءتنا لامثال هکذا نصوص تجعلنا ممن يعرف حقوقهم وما بذلوه في سبيل الدين ، فيسع المومن لاداء بعض الواجب عليه ، واليك مقاما آخر للإمام عل عليهالسلام.
الإمام علي قسيم الجنّة والنار وصاحب الاعراف
ومن أمرنا بمودّته
إنّ الإمام عليّ بن أبيطالب هو الذي باع نفسه ابتغاء مرضاة الله (٢) وهو مصداق : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله).
وإنّ ائمّة أهل البيت ـ وخصوصا الإمام الحسين ـ هم مصداق قوله تعالى : (إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) ، وقد أوضح أحمد بن حنبل معنى كون عليّ عليهالسلام هو قسيم الجنّة والنّار ، ففي طبقات الحنابلة قال :
________________
١ ـ كامل الزيارات : ٤٤٤ ـ ٤٤٨ ، بحار الأنوار ٤٥ : ١٧٩ ـ ١٨٣.
٢ ـ مع رسول الله والزهراء والحسن والحسين.