كلام الصيّاديّ في آية المودّة
قال الصيّاديّ في كتابه «ضوء الشمس» :
لو تأمّلت قوله تعالى : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) عرفت : أنّ أقرب أقاربه صلىاللهعليهوآله ذرّيّته الّذين هم بضعة من جسده الشريف ، حتّى نصّ القطب الشعرانيّ قدس سره على أنّه سرى في لحومهم ودمائهم لحم ودم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فظهر لك ظهورا لا خفاء معه : أنّ أحق النّاس بالتعظيم ذرّيّة الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله ، ولا نرتاب في أنّ جميع ذرّيّة السّيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام هم ذرّيّة للحضرة المحمّديّة ، وقد جاءت بذلك الأدلّة الواضحة من الكتاب والسنّة (١).
عِظم محل المودّة
إذن فالمودّة في القربي هي أعظم من مودّة جبرئيل وميكائيل واسرافيل في المنظومة الإلهيّة ، لنزول آية فيهم ولم تنزل آية في مودّة الملائكة المقربين تجعلها أجرا لجهدهم وعملهم.
بل أن مودتهم هي أعظم من مودّة الأنبياء جميعا ، لأنّه تعالى جعل أجر الرسالة كلّ الرسالة مودّة هؤلاء النخبة الطاهرة والمطهّرة ، فهم أعظم من جبرئيل وميكائيل وعزرائيل ، وحتّى أنّهم أعظم من جميع الأنبياء والمرسلين ـ إلاّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ حسبما نصّت عليه الأخبار.
فنحن نخاطبهم في الزيارة الجامعة الكبيرة ونقول : «فبلغ الله بكم أشرف محلّ المكرمين ، وأعلى منازل المقرّبين ، وأرفع درجات المرسلين ، حيث لا
________________
١ ـ انظر كتاب ضوء الشمس : ٢٨١ طبعة حلب ، وعنه في ملحقات إحقاق الحقّ ٢٤ : ١٢٤.