كون إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين والأئمّة من بعدهم عليهمالسلام خلافةً الهيّةً ، ظانّين أن الإمامة قرارٌ شخصيّ اتّخذه النبيّ للرفع بضبع ابن عمّه عليّ وأهل بيته الكرام على النّاس ، وهذا هو الباطل بعينه.
فالله عزّ وجلّ أراد بقوله (قُل) أن يؤكّد بأنّ هذا الأمر وما سيتبعه من الفضائل الخاصة بأهل بيت الرسول هو أمر صادر من عنده سبحانه ، وليس قراراً شخصيّاً ، أو أمراً عائليّاً ، وأن رسول الله حينما دعا ال مودتهم وإمامتهم لا لکونهم أقرباءه بل لحب الله إياهم.
لكنّ الأمّة كانت لا تقبل ذلك ، ساعية لاتّهام النبيّ بالمحاباة لآل بيته ، فجاء ضمن حديثٍ طويلٍ عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، قوله :
«... فقالوا : ما أنزل الله هذا ، وما هو إلاّ شيء يتقوّله ، يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا ، ولئن قُتل محمّد أو مات لننزعنّها عن أهل بيته ثمّ لا نُعيدها فيهم أبدا» (١).
هذا أمر مهم وعلينا استنطاق النصوص فيه ، وهو يدعونا للوقوف على خلفيّات نزول آية المودّة وحال اُمّة النبيّ محمّد في بدء الدعوة ، وأن معرفة هذه الأمور تساعدنا للوقوف عل القرار الإله في أمر الإمامة والولاية.
قصة نزول الآية
فعن مسعدة بن صدقة ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام : أنّه لمّـا نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (٢) قام رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : «أيّها النّاس ، إنّ الله تبارك
________________
١ ـ الكافي ٨ : ٣٧٩ / ٥٧٤.
٢ ـ الشورى : ٢٣.