كيف كانوا يتعاملون معها كسقط المتاع ، تُباع وتشترى ، ويتناوبها الرجال ، وتُتّخذ كالأنعام لإنجاب الأولاد ، تُورَثُ ولا تُوَرَّثُ ، وكان من حقّ الابن الزواج بامرأة أبيه بعد وفاته ، أو أن يعضلها عن النكاح ، وقد كان هناك أنواع من فساد الأنساب والعلاقات الجنسية المقيتة ، وغيرها من عشرات الصفات الرديئة الّتي كان العرب آنذاك قد تطبّعوا بها واعتادوا عليها ، كشرب الخمر ، وأكلهم الربا ، ووأد البنات خوفاً من العار والإملاق وأمثالها ، حتّى جاءهم رسول الله صلىاللهعليهوآله فأنقذهم من تلك الضلالة وذلك الشرك ، ودعاهم إلى التوحيد والجنّة.
(٤)
الأصل الرابع :
تعاظم أجر الرسول لخاتميّة رسالته
نعم ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد اُوذي كثيراً في ترسيخ دعوته حتّى قال هو عن نفسه : «ما اُوذي نبيّ مثلما اُوذيت» (١) ، ونحن لو أردنا أن نصوّر هذا الإيذاء للرسول ، فلا بدّ من معرفة مكانته عند الله ومد علمه بالاُمور وفي المقابل معرفة المهمة الملقاة على عاتقه ، وكيف به يؤمر بهداية أُناس هم من أجهل خلق الله آنذاك ، إذ لا حضارة ولا مدنية في شبه الجزيرة العربية وفي المقابل عليه إيصال تلك الرسالة الثقيلة إلى الأمم اللاحقة عبرة تلك الأمة الجاهلية.
________________
١ ـ تفسير الرازي ٤ : ١٤٢ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٤٢ ، وانظر سنن الترمذي ٤ : ٦٤٥ / ٥٤٧٢.