(٢) و (٣)
الأصل الثاني والثالث :
الأجر على قدر المشقّة
وعمل الرسل من أصعب الأعمال
هناك أصلٌ ثانٍ مقبول عند العقلاء أيضاً ، وهو كون الأجر على قدر المشقّة ، وأنّ أفضل الأعمال أحمزها (١).
والأعمال إما دنيوية أو أخروية والمشقّة قد تكون جسميّةً ، وقد تكون فكريّةً وروحيّةً ، وبما أنّ اعمال الرسل من أصعب الأعمال ، فتكون مثوبتها عند الله من أعظم المثوبات ، لأنّ الإنسان لا يمكنه أن يعطي أجر ما قدّمه الأنبياء لهم ـ لا جميعها ولا بعضها ـ لأنّ رسالة الأنبياء وخصوصا رسالة النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله رسالة ثقيلة (٢) ، وأن الالتزام بها يعني إبعاد النّاس عن النار وإيصالهم إلى الجنّة وصيرورتهم اُناساً موحدّين بمعنى الكلمة ، وأنّ إخراج الناس من الضلالة والشرك وإدخالهم في الجنّة لا يمكن أن يُثمّن بثمنٍ ، لأنّ في الجنّة ما لا عين رأت ولا اُذن سمعت ولا خطر ببال أحد ، وهذا ما ستراه موجوداً في أجر زيارة الإمام الحسين عليهالسلام والأئمة من آل محمّد عليهمالسلام.
________________
١ ـ غريب الحديث لابن سلاّم ٤ : ٢٣٣ ، بحار الأنوار ٦٧ : ١٩١.
٢ ـ قال سبحانه في سورة المزّمّل (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً).