(١٦)
دفع بعض الشبهات حول المشاهد
اتضح لنا سابقاً بأنّ من (كَانَ عِندَ اللّه عَظِيماً) علينا تعظيمه وحفظ حرمته ، وهو من مصاديق (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللّه فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) و (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللّه فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ).
واستحباب زيارة قبور المعصومين وإعمارها بشكلٍ يليق بمكانتهم من مصاديق ذلك التعظيم ، وإنّ ذلك ليس من الإسراف بشيء ـ كما يُشيعه الآخرون عنّا ـ بل إنّه يُشبه عمارة المسجدين المكّيّ والمدنيّ بالأحجار الفاخرة والأبواب المرصّعة.
وكذا يُشبه طباعة القرآن المجيد بأبهى حُلّةٍ وأغلى ورقٍ ، فلا نرى فقيها مسلما يعترض على صرف تلك الأموال الطائلة في هذا السبيل ، بل إنّهم يعتبرون ذلك من التعظيم.
وأكثر من ذلك أنّنا لا نراهم يبخلون بصرف الأموال الطائلة لبناء الفضائيّات الدينيّة ، بل يعتقدون أنّ ذلك مما يخدم الشرع المقدّس.
نعم ، إنّ بناء القباب والمآذن والأضرحة والأبواب والستائر يُعَدُّ من التعظيم أيضاً ، ومشروعيّته لا تختلف عمّـا قاله الآخرون في تحلية المصاحف وبناء البيت الحرام و ...
قال الرافعيّ في فتح العزيز : وفي تحلية المصحف بالفضّة وجهان : للحمل على الإكرام ... إلى أن قال : وتحلية الكعبة والمساجد بالقناديل من الذهب