أحبّ أن يُدعى فيها فيُجيب ، وإنّ الله عزّ وجلّ جعل من أرضه بقاعا تُسمّى المنتقمات ، فإذا كسب رجل من غير حلّه سلّط الله عليه بقعة منها فأنفقه فيها (١).
وعن الإمام الهادي عليهالسلام ، قال : من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدّي الرضا عليهالسلام بطوس وهو على غُسْل ، وليصلّ عند رأسه ركعتين ، وليسأل الله حاجته في قنوته ، فإنّه يستجيب له ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم ، وإنّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة لا يزورها مؤمن إلاّ أعتقه الله من النار وأحلَّهُ دار القرار (٢).
وقد روى أبو القاسم الجعفريّ أنّه دخل هو ومحمّد بن حمزة على الإمام الهادي عليهالسلام ليعوداه في مرضٍ ألمّ به ، فطلب الإمام أن يبعثوا أقواما أو رجلاً إلى الحائر الحسينيّ من ماله ليدعوا الله إليه.
قال محمّد بن حمزة : يوجّهنا إلى الحائر وهو بمنزلة من في الحائر!! فأخبر أبو هاشم ما قاله محمّد بن حمزة ، فقال : ليس هو هكذا ، إنّ لله مواضع يُحبّ أن يُعبد فيها وحائر الحسين عليهالسلام من تلك المواضع (٣).
وفي جوابٍ آخر للإمام الهاديّ قاله لعليّ بن بلال ـ القائل بأنّ الإمام لو دعا لنفسه كان أفضل من الذهاب للحائر ـ.
قال عليهالسلام : كان رسول الله أفضل من البيت والحجر ، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر ، وإنّ لله بقاعا يُحبّ أن يُدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحائر منها (٤).
________________
١ ـ الكافي ٦ : ٥٣٢ / ١٥ ، وسائل الشيعة ٥ : ٣١٦ / ٦٦٥٤.
٢ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٩٣ / ٣٢ ، أمالي الصدوق : ٦٨٤ / ٩٣٩ ، بحار الأنوار ٩٩ : ٤٩ / ٤ ، ٥.
٣ ـ انظر كامل الزيارات : ٤٦٠ / ٦٩٨ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٣٤٦ / ١٢١٥١.
٤ ـ كامل الزيارات : ٤٦٠ / ٦٩٨ ، بحار الأنوار ٩٨ : ١١٣ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٣٤٧.