ومن خاف في إِتيانه آمنَ الله روعَتَهُ يومَ يقوم النّاس لربِّ العالمين ، وانصرَفَ بالمغفرةِ ، وسلّمت عليه الملائكةُ ، ورآه النبيُّ ، ودعا له ، وانقلبَ بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسه سوء وأُتِبعَ رضوانَ الله ... الحديث (١).
بعد کل هذا نقول لو ثبت أن إمامة الصلاة في المسجد ، وجمع الناس في العيدين وأيام التشريق عل الطعام ـ حسب قول ابن تيميه ـ من الشعائر. فلماذا لا تکون زيارة النب والائمة وإقامة مجالس العزا عليهم ، والمش لزيارة الحسين يوم الاربعين من الشعائر أيضاً ، وکلها أولى من الاطعام وإمامة الصلاة.
فلماذا لا يجوز تأکيد الائمة عل الزيارة أو إجبار النّاس على زيارة المعصوم لو تركوها؟ مع العلم بأنّ الله وملائكته کانوا قد صلّوا على رسوله ، وقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه في التشهّد وغيره ، ثم اعتبار رسول الله ترك زيارته من الجفاء ، وقد أمر الله رسوله بأخذ أجر الرسالة كل الرسالة ، وهو مودة القرب ، ولا خلاف بأن زيارتهم وتعاهد قبورهم من المودّة ، وأن ترك ذلك هو ترك الوفاء لهم ، فإنّ التعرف على هذه المفردات المعرفية تؤكّد استحباب زيارتهم.
إذن زيارة مشاهد المعصومين هي من القربات الّتي دُعينا إليها ، وقد جعل الله في الأرض بقاعٌ تُسمّى المرحومات ، وهي البقاع المقدّسة في مكّة والمدينة والنجف وكربلاء كما جاءت به روايات أهل البيت ، وقد اعتبرت تلك البقاع من بقاع الجنة.
ففي الكافي بسنده عن أبي هاشم الجعفريّ ، عن أبي الحسن الثالث عليهالسلام ، قال : إنّ الله عزّ وجلّ جعل من أرضه بقاعا تُسمّى المرحومات
________________
١ ـ كامل الزيارات : ٢٤٤ / ٣٦٣ ، وعنه في بحار الأنوار ٩٨ : ١١ / ٤٠.