معرفة الله ثم معرفة وليه
ولتأكيد الفكرة أكثر نقدّم بعض الشيء عن معرفة الله ثمّ نطبّقه على ما نحن فيه ، فعن أبي كهمس ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قلتُ له : أيّ الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال : ما من شيءٍ بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة ، ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم ، ولا بعد ذلك شيء يعدل الحجّ ، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا وخاتمته معرفتنا ... (١)
وفي المناقب لابن شهر آشوب عن أبي حازم : أنّ رجلاً سئل الإمام زين العابدين عن أفعال الصلاة وتروكها وفرائضها ونوافلها حتّى بلغ قوله : ما افتتاحها؟ قال : التكبير ، قال : ما برهانها؟ قال : القراءة ، قال : ما خشوعها؟ قال : النظر إلى موضع السجود ، قال : ما تحريمها؟ قال : التكبير قال : ما تحليلها؟ قال : التسليم ، قال : ما جوهرها؟ قال : التسبيح ، قال : ما شعارها؟ قال : التعقيب ،
قال : ما تمامها؟ قال : الصلاة على محمّد وآل محمّد ،
قال : ما سبب قبولها؟ قال : ولايتنا والبراءة من أعدائنا فقال : ما تركت لأحد حجّة ، ثمّ نهض يقول : «الله أعلم حيث يجعل رسالته» وتواري (٢).
وفي خبر آخر : إنّ أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان معرفة الربّ والإقرار له بالعبوديّة ، وحدّ المعرفة [أنْ يعرف] أنّه لا إله غيره ، ولا شبيه له ولا نظير له ، وأن يعرف أنّه قديم مثبت موجود غير فقيد ...
وبعده معرفة الرسول والشهادة له بالنبوّة ، وأدنى معرفة الرسول الإقرار
________________
١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٦٩٤ / ١٠٤٧٨.
٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٣٠.