بنبوّته ...
وبعده معرفة الإمام الّذي به تأتمّ بنعته وصفته واسمه في حال العسر واليسر ، وأدنى معرفة الإمام أنّه عِدْل النبيّ ـ إلاّ درجة النبوّة ـ ووارثه ، وأنّ طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله ، والتسليم له في كلِّ أمر ، والردّ إليه والأخذ بقوله.
وأن تعلم أنّ الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله هو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وبعده الحسن ، ثمَّ الحسين ، ثمَّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمَّ أنا ، ثمّ بعدي موسى ابني ، وبعده ولده عليّ ، وبعد عليّ محمّد ابنه ، وبعد محمّد عليّ ابنه ، وبعد عليّ الحسن ابنه ، والحجّة من ولد الحسن (١).
وفي علل الشرائع وكنز الكراجكيّ ـ والنصّ عن الأخير ـ عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : خرج الحسين بن عليّ عليهالسلام ذات يوم على أصحابه فقال بعد الحمد لله جلَّ وعزَّ والصلاة على محمّد رسوله صلىاللهعليهوآله : يا أيّها النّاس ، إنَّ الله ـ والله ـ ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنَوا بعبادته عن عبادة من سواه. فقال له رجل : بأبي أنت واُمّي يابن رسول الله ، ما معرفة الله؟ قال : معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الّذي يجب عليهم طاعته (٢).
________________
١ ـ كفاية الأثر : ٢٦٢ ، وعنه في بحار الأنوار ٤ : ٥٥ / ٣٤ ، و ٣٦ : ٤٠٧ / ١٦.
٢ ـ علل الشرائع : ٩ / ١ ، وكنز الكراجكيّ : ١٥١ ، وفي الأخير : اعلم أنّه لمّـا كانت معرفة الله وطاعته لا ينفعان من لا يعرف الإمام ، ومعرفة الإمام وطاعته لا ينفعان إلاّ بعد معرفة الله ، صحَّ أن يقال : إنّ معرفة الله هي معرفة الإمام وطاعته ، ولمّـا كانت أيضا المعارف الدينيّة العقليّة والسمعيّة تحصل من جهة الإمام ، وكان الإمام آمرا بذلك وداعيا إليه ، صحّ القول بأنَّ معرفة الإمام وطاعته هي معرفة الله سبحانه ، كما نقول في المعرفة بالرسول وطاعته : إنّها معرفة بالله سبحانه ... إلى أن قال : وجاء في الحديث من طريق العامّة ، عن عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من مات وليس في عنقه بيعة الإمام ـ أو ليس في عنقه عهدُ الإمام ـ مات ميتة جاهليّة.