وسيتلى عليك ما رواه زرارة وأبو حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام في سر التأكيد على زيارة النبيّ والأئمّة فقال عليهالسلام :
إنّما أُمر النّاس أن يأتوا هذه الأحجار فيطّوّفوا بها ثمّ يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم (١).
إذن ، المعنيّون من أهل البيت في آية التطهير هم : عليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، لا غيرهم ، وهؤلاء هم المعنيّون أيضا في آية : (إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ، وهم أنفسهم أيضا المعنيّون في آية المباهلة في قوله : فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) (٢) ، فلا يجوز مودّة غيرهم واعتباره أجرا للرسالة إلاّ من نصّ عليه هؤلاء كخلفٍ لهم.
وعليه يمكن الاستفادة من آية المودّة للدلالة على عصمة أئمّة أهل البيت أيضا كما استفيد ذلك من آية التطهير ، لأنّ الله تعالى اعتبر أجر إبلاغ الرسالة ـ أعني القرآن المجيد ذلك الكتاب الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ بالمودة في القربى ، ومعناه : أنّ القربى من سنخ القرآن والنبيّ صلىاللهعليهوآله ووزنهما ؛ إذ لا يصحّ أن يجعل الله الثمن أقلّ من المثمّن.
وبما أنّ الثقل الأوّل من الرسالة معصوم وهو (القرآن) باعتراف الجميع ، فلابد أن يكون أجرها من وزنها (العترة) : أي أن تكون معصومة أيضا ، لأنّ الله قادر على أن يخلق اُناسا بمنزلة القرآن في العصمة ليكونوا الثمن للرسالة : وقد خلقهم بالفعل وعصمهم من الزلل ، وهم : عليّ بن أبي طالب وأولاده المعصومين عليهمالسلام.
________________
١ ـ الكافي ٤ : ٥٤٩ / ١ ، الفقيه ٢ : ٥٥٩ / ٣١٣٩ ، وسائل الشيعة ١٤ : ٣٢٠ / ١٩٣١٠.
٢ ـ آل عمران : ٦١.