كما أنّه طهرهم في آية التطهير ، وعبّر عنهم بـ (أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) في آية المباهلة.
فلو لم يكن الثمن من وزن المثمّن لكان البيع غرريّا ، وفيه بخسٌ للعامل والأجير ، وهذا ما لا يفعله الله الجواد الكريم القادر المتعال.
وقد جاء في «عيون أخبار الرضا» عن الإمام الرضا أنّه فسّر الاصطفاء في القرآن ـ في مجلس المأمون بمرو ـ في اثني عشر موطنا وموضعا وكان ممّـا قاله عليهالسلام :
والآية السادسة [آية المودة] ... فقال عزّ وجلّ لنبيه صلىاللهعليهوآله : (قُل) : يا محمّد (لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ولم يفرض الله تعالى مودتهم إلاّ وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين ابدا ، ولا يرجعون إلى ضلال ابدا.
واخرى : أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض اهل بيته عدوا ، فلا يسلم له قلب الرجل ، فاحبّ الله عزّ وجلّ أن لا يكون في قلب رسول الله صلىاللهعليهوآله على المؤمنين شيء ففرض عليهم الله مودة ذوي القربى.
فمن أخذ بها وأحبّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وأحبّ أهل بيته لم يستطع رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يبغضه ، ومن تركها ولم يأخذ بها وابغض اهل بيته عليهمالسلام فعلى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يبغضه ، لانه قد ترك فريضة من فرائض الله عزّ وجلّ.
فاي فضيلة ، وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه؟ فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية على نبيه صلىاللهعليهوآله : (لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله في أصحابه فحمد الله واثنى عليه وقال : يا أيّها الناس إنّ الله عزّ وجلّ قد فرض لي عليكم فرضا فهل انتم مؤدوه؟ فلم يجبه احد.
فقال : يا أيّها الناس انه ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب ، فقالوا : هات إذا ، فتلا عليهم هذه الآية فقالوا : أما هذه فنعم ، فما وفى بها أكثرهم.
وما بعث الله عزّ وجلّ نبيا إلاّ اوحى اليه أن لا يسأل قومه اجرا ، لأن الله