أو أنّ سعد بن أبي وقّاص مدح الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ولم يرض بسبّه لمّـا رأى معاوية يريد سنّ سنّة اللعن عليه عليهالسلام (١).
فالأئمّة ـ وتعظيما للشعائر وحفظا للحرمات ـ كانوا يؤكّدون على لزوم زيارة الأئمّة وخصوصا زيارة الإمام الحسين عليهالسلام ، وإن لزم من ذلك الضرر على النفس (٢).
ففي رواية عن الإمام الباقر عليهالسلام سأله سائلٌ : ما تقول فيمن زار أباك على خوف؟
فقال عليهالسلام : يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر ، وتلقَّاه الملائكةُ بالبشارة ، ويقال له : لا تخفْ ولا تحزنْ هذا يومك الّذي فيه فوزك (٣).
وقال ابن بكير للإمام الصادق عليهالسلام : إنّي أنزل الأَرَّجانَ وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك ، فإذا خرجتُ فقلبي مشفق وجِلٌ ؛ خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح؟
فقال عليهالسلام : يابن بكير ، أما تُحِبُّ أن يراك الله فينا خائفا؟ أما تعلم أنّه مَن خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه وكان محدِّثَهُ الحسينُ عليهالسلام تحت العرش ، وآمَنَهُ الله من أفزاعِ القيامة؟ يفزعُ الناسُ ولا يفزَعُ ، فإِنْ فَزعَ وَقَّرَتْهُ الملائكةُ وسكَّنَتْ قلبَهُ بالبشارة (٤).
وفي قويّ ابن ِ مسلم ، سؤال الإمام الباقر عليهالسلام له : هل تأتي قبر الحسين عليهالسلام؟ فقال : نعم ، على خوف ووجل.
فقال عليهالسلام : ما كان من هذا أَشدُّ ، فالثوابُ فيه على قدرِ الخوفِ ،
________________
١ ـ انظر العقد الفريد ٥ : ١١٤.
٢ ـ انظر كلام الشيخ خضر بن شلاّل في أبواب الجنان.
٣ ـ كامل الزيارات : ٢٤٢ ـ ٢٤٣ / ٣٥٩ ، وعنه في بحار الأنوار ٩٨ : ١٠ / ٣٨.
٤ ـ كامل الزيارات : ٢٤٣ / ٣٦٠ ، وعنه في بحار الأنوار ٩٨ : ١٠ / ٣٩ ، والمتن منه.