ليوکد عليها ساعيا لاقامتها ، لأن باقامتها قوام الدين ، وهذا ما يفعله المعصوم عند ماتت الآخرين السنن وطمسهم للشعائر ، فالإمام عليّ شرب الماء واقفا في رحبة الكوفة (١) دفعا لتوهّم المتوهّمين الذاهبين إلى حرمة شرب الماء واقفا.
ومن هذا القبيل أيضا ما ورد عن بعض المعصومين أنّه شرب الماء أثناء الطعام مع أنّه منهيّ عنه (٢) نَهْيَ كراهة ، دفعا لتوهّم حرمة شرب الماء أثناء الطعام ، وترك صلىاللهعليهوآله بعض نوافل شهر رمضان (٣) ، خوفا على الأُمّة من الوقوع فيما هو عسير.
وجاء عن الإمام أبي عبد الله عليهالسلام قوله : من لم يستيقن بأنّ واحدة من الوضوء تجزيه لم يؤجر على الثنتين (٤) ، أو قوله : ليس منّا من لم يؤمن بكرّتنا ، ويستحل متعتنا (٥) ، قالها للوقوف أمام القائلين بلزوم غسل الأعضاء ثلاثا في الوضوء ، وما كان يشيعه أعداء الإسلام عن حرمة المتعة.
ومن هذا القبيل الشيء الكثير في التاريخ والفقه والحديث ، وقد قيل بأنّ النسائيّ كتب في فضائل الإمام عليّ حينما رأى الخلفاء يريدون طمس تلك الفضائل (٦).
________________
١ ـ سنن النسائيّ ١ : ٦٩ / ٩٥ ، مصنّف عبدالرزاق ١ : ٣٨ ـ ٤٠ / ١٢٢ و ١٢٣ ، وانظر الكافي ٦ : ٣٨٣ / ٦.
٢ ـ الكافي ٦ : ٣٨٢ / ٣ ، وسائل الشيعة ٢٥ : ٢٣٦ / ٣١٧٨١.
٣ ـ صحيح البخاريّ ١ : ٣١٣ / ٨٨٢ ، و ٢ : ٧٠٨ / ١٩٠٨ ، صحيح مسلم ١ : ٥٢٤ / ٧٦١ ، سنن أبي داوود ٢ : ٤٩ / ١٣٧٣.
٤ ـ تهذيب الأحكام ١ : ٨٢ / ٢١٣ ، وسائل الشيعة ١ : ٤٣٦ / ١١٤٤ ، جامع أحاديث الشيعة ٢ : ٢٨٨ / ٢٠٨٣.
٥ ـ من لا يحضره الفقيه ٣ : ٤٥٨ / ٤٥٨٣ ، وسائل الشيعة ٢١ : ٨ / ٢٦٣٦٥ ، وفيه : ولم يستحل متعتنا ، وانظر الهداية الكبرى : ٤١٨ ، وفيه قوله عليهالسلام : من لم يثبت امامتنا ويحل متعتنا ويقول برجعتنا فليس منّا. انفرد به الخصيبي.
٦ ـ شذرات الذهب ٢ : ٢٣٩ ، الوافي بالوفيات ٦ : ٢٥٦ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ١٢٥.