قالت : قلت له : من سيّد الشهداء؟
فقال : الحسين بن عليّ عليهالسلام.
قالت : قلت : إنّي امرأة.
فقال : لا بأس لمن كان مثلك أن يذهب إليه ويزوره.
قالت : أيّ شيءٍ لنا في زيارته؟
قال : تعدل حجّة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما ، وخيرها كذا وكذا.
قالت : بَسَط يَدَه وضَمّها ضَمّا ـ ثلاث مرَّات ـ (١).
فهذه الأُمور هي الّتي دعت الأئمّة إلى التأكيد على زيارتهم والارتباط بهم ، وبافکارهم وتعاليمهم.
لأنّهم لو ابتعدوا عن الزيارة لابتعدوا عن المودّة المأمور بها في القرآن الكريم ، كما أنّهم ابتعدوا عن الأخذ عنهم في الأحكام وغيرها ، أي أنّ التأكيد على الزيارة هو تأكيد على التعلّق بهم والأخذ عنهم ، لأنّ في ذلك نجاة لهم ، فقد تكون الأُمور إنّما جاءت تأكيدا من قبل الأئمّة على الزيارة لهذه الأسباب والعلل ، إضافة إلى الأمور الإلهية الت لا نعلم سرها لأن علمها عند بارئها ، فقد ذهب والد المجلسي والمجلسي إلى لزوم أن يحتاط كلّ من زار الحسين أو جدّه أو أباه أو أحد الأئمّة أوّل مرّة وأن لا يقصد الاستحباب ، بل ينوي القربة المُطلقة (٢) لاحتمال وجوب تلك الزيارة عليه.
بلى يتأكّد الإصرار على زيارة الإمام الحسين عليهالسلام حينما نقف عل إصرار الحکام عل طمسها وقطع الأيدي والأرجل من أجل منعها ، فالامام يات
________________
١ ـ كامل الزيارت : ٢١٧ ـ ٢١٨ / ٣١٩ ، وعنه في وسائل الشيعة ١٤ : ٤٣٧ / ١٩٥٤٧.
٢ ـ روضة المتّقين ٥ : ٣٧٦ ، قاله تعقيبا على خبر الحسن بن علي بن فضّال.