فإمامة أهل البيت هي ممّـا أكّد عليه الله ورسوله ، وهي إحدى أعمدة الدين الخمسة ، كما جاء عن الإمام الباقر عليهالسلام : بُني الإسلام على خمس : الصلاة ، والزكاة ، والحجّ ، والصوم ، والولاية ، ولم تُنادَ بشيء ما نُودي بالولاية (١).
لأنّ الولاية هي امتداد للنبوّة ، والحثّ على ولايتهم هو ممّـا يجب ؛ لأنّ فيه قوام الدين ، وخصوصا بعد أن عرفت دور الأُمويّين والعبّاسيّين في تحريف الحقائق وكتمانها ، وأنّ هذا التعتيم كان ساريا حتّى أنّ بعض أصحاب الأئمّة كانوا لا يعرفون المعنيّ بزيارة المظلوم وسيّد الشهداء في كلام الإمام عليهالسلام.
فعن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله ؛ أو أبا جعفر عليهاالسلام يقول : مَن أحبّ أن يكون مسكنُه الجنّة ومأواه الجنّة فلا يدع زيارة المظلوم ، قلت : ومن هو؟ قال : الحسين بن عليّ عليهالسلام صاحب كربلاء ، من أتاه شوقا إليه وحبّاً لرسول الله وحبّا لفاطمة وحبّا لأمير المؤمنين أقعده الله على موائد الجنة ؛ يأكل معهم والنّاس في الحساب (٢).
وعن اُمّ سعيد الأحمسيّة ، قالت : جئت إلى أبي عبد الله عليهالسلام فدخلت عليه ، فجاءت الجارية فقالت : قد جِئْتُكِ بالدابّة ، فقال لي عليهالسلام : يا أُمّ سعيد أيُّ شيءٍ هذه الدابة ؛ أين تبغين تذهبين؟
قالت : قلت : أزور قبور الشهداء.
قال عليهالسلام : أخّري ذلك اليوم ، ما أعجبكم يا أهل العراق ؛ تأتون الشهداء من سفر بعيد وتتركون سيّد الشهداء لا تأتونه؟!
________________
١ ـ المحاسن ١ : ٢٨٦ / ٤٢٩ ، الكافي ٢ : ١٨ / ١ ، ٣ ، ٨.
٢ ـ كامل الزيارات : ٢٦٠ / ٣٩٣ ، و ٢٦٩ / ٤١٦.