سمعت محمّد بن منصور يقول : كنّا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله ، ما تقول في هذا الحديث الّذي يُرْوَى أنّ عليّا قال : أنا قسيم الجنّة والنار؟
فقال : وما تُنكرون من ذا؟! أليس روينا أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لعليّ عليهالسلام : «لا يُحبّك إلاّ مؤمن ولا يُبغضك إلاّ منافق»؟!
قلنا : بلى.
قال : فأين المؤمن؟
قلنا : في الجنّة.
قال : فأين المنافق؟
قلنا : في النار ، قال : فعليٌّ قسيم الجنّة والنار (١).
وعن أبي الصلت الهرويّ ، قال : قال المأمون يوما للرضا عليهالسلام : يا أبا الحسن ، أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بأيّ وجهٍ هو قسيم الجنّة والنار ، وبأيّ معنى؟ فقد كثر فكري في ذلك.
فقال له الرضا عليهالسلام : يا أمير المؤمنين! ألم تَرْوِ عن أبيك ، عن آبائه ، عن عبد الله ابن عبّاس أنّه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر؟ فقال : بلى.
فقال الرضا عليهالسلام : فقسمة الجنّة والنار إذا كانت على حبّه وبغضه فهو قسيم الجنّة والنار.
فقال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن ، أشهد أنّك وارث علم رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال أبو الصلت الهرويّ : فلمّـا انصرف الرضا عليهالسلام إلى منزله أتيته ، فقلت له : يابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ما أحسن ما أجبتَ به أمير المؤمنين! فقال الرضا
________________
١ ـ طبقات الحنابلة ١ : ٣٢٠ ، وانظر تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٣٠١.