يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (١) فالله سبحانه وتعالى لم يقل : «يأتوه» ويعن به ياتون البيت الحرام ، بل قال : (يَأْتُوكَ) وهو خطاب لإبراهيم الخليل ، وفيه دلالة على أنّ الحجّ بدون حُجَّة الله لافائدة منه ، وإلاّ فإنّ أهل الجاهلية كانوا يحجّون أيضا ، ولكن دون نبيّ ولا إمام ولهذا لم يکن لحجهم فائدة ، أما الحج الابراهيم فهو الذ فيه ، (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).
فإذن حجّ البيت في لُبّه يعود للسلام على حجّهالله من نبيّ أو إمام ، وتجديد العهد بهم ، والميثاق لهم ، من مقام ابراهيم وحجر اسماعيل ، وحت السع بين الصفا والمروة فإنه صار شعاراَ لسعي هاجر بينهما ، وأن زمزم صار زمزماَ لعطش اسماعيل.
أذن الحج يذکرنا بابراهيم الخليل ، ونبي الله اسماعيل ، وأمه هاجر ، وفيه معن الولاء والبراءة ، فمن جهة تكون الصلاة خلف مقام ابراهيم وأخر رم ابليس في الجمرات الثلاث.
وقد يكون لذلك ورد أنّ الإمام الحجّة عليهالسلام يحضر الموسم في كلّ عام لأنّه هو صاحب الحجّ.
أو أنّ الله ينزل رحمته لزوّار قبر الحسين قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفعهم في مسائلهم ثمّ يأتي أهل عرفات فيفعل ذلك بهم (٢) كل ذلك كرامة لحجّة الله.
________________
١ ـ الحجّ : ٢٧.
٢ ـ ثواب الأعمال : ١١٦ ، مصباح المتهجّد : ٦٥٨ ، كامل الزيارات : ٣١٨ ، وسائل الشيعة ١٤ : ٤٦٥.