بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات عن طريق أهل السنّة والجماعة في بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على الإمام الحسين عليه السلام كثيرة جداً ومتواترة بلا ريب ، وتُعدُّ من القضايا الغيبيّة التي أخبر بها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الدالة على صدقه وأنه (صلى الله عليه وآله) أصدق من برأ الله تعالى.
ولم يقتصر بكاؤه (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام) بموقف وزمان واحد ، بل بملاحظة مجموع ما روي عن الصحابة يستكشف على نحو القطع أن بكاءه (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام) كان في أزمنة مختلفة وأمكنة متعددة ومواقف متكررة ، فمرة بكى على الحسين في بيت أُم سلمة ، وأُخرى في بيت عائشة ، وثالثة في بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) ، ومرة كان الذي يخبره بقتل الحسين جبرئيل (عليه السلام) ، وأُخرى ملك المطر ، وثالثة غيره من الملائكة المقربين.
كما أنه (صلى الله عليه وآله) قد عقد المأتم والبكاء على الحسين قبل ولادته ، وفي يوم ولادته ، وعند حضانته ، وحينما أخذ يحبو ، وحينما كَبُرَ ، وفي يوم مقتله.
نكتفي في هذا المختصر بذكر جملة من هذه الروايات المروية عن عدة من الصحابة الكرام ، مع تقييم بعض أسانيدها.
والحمدُ لله ربّ العالمين
محمد عبد الله نجم
الكويت ٦ / ١ / ٢٠٠٥