ومن رآه (صلى الله عليه وآله) فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به (١). فكيف إذا كان الرائي سبطه الحسين ريحانته في الدنيا وسيد شباب أهل الجنة؟! ولذلك لما قتل الحسين (عليه السلام) الْتقط (صلى الله عليه وآله) دمه ودم أصحابه.
فعن ابن عباس قال : رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة من دم ، فقلت : « بأبي وأُمي يارسول الله ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم. فأحصينا ذلك فوجدناه قتل في ذلك اليوم » (٢).
وعن أُم سلمة ـ روحي فداها ـ أنها جلست تبكي فقيل لها : ما يبكيك؟ قالت : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ تعني في المنام ـ وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : « ما لك يارسول الله؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفاً » (٣).
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)
__________________
تزيد على أسانيد ابن سعد فراجع.
(١) قال (صلى الله عليه وآله) : « من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ». رواه مسلم والبخاري ، راجع شرح مسلم للنووي ١٥ / ٢٤ ، وفتح الباري ١٣ / ٣٣٩ ، والترمذي : من حديث ابن مسعود ، وقال : وفي الباب عن أبي هريرة وأبي قتادة وابن عباس وأبي سعيد وجابر وأنس وأبي مالك الأشجعي عن أبيه وأبي بكرة وأبي جحيفة ، والمصنف لعبدالرزاق ١١ / ٢١٦ ، والمصنف لابن أبي شيبة ٧ / ٢٣٣ ، ومسند أبي يعلى ٦ / ٤١ ، ٩ / ١٦٢ ، وغيرهم كثير.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ١ / ٢٨٣ ، وفي طبعة شاكر ٤ / ٢٦ ، ورواه أيضاً في فضائل الصحابة / الرقم ١٣٨٠ ، ١٣٨١ ، وصححهما محقق الكتاب ، ورواه الحاكم والذهبي في التلخيص ٤ / ٣٩٧ ، وصحّحاه على شرط مسلم ، وأورده ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ٢١٨ وقال : إسناده قوي ، وفي مجمع الزوائد ٩ / ١٩٤ قال : رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح ، وغيرها من المصادر.
(٣) صحيح الترمذي ١٣ / ١٩٣ ، المستدرك ٤ / ١٩ ، وغيرهما عدة.