يزيد (١) ، كان يُمثِّل شعور شَعبٍ حَيِّ ، ويَجهر بما تُضمره أُمَّة مَكتوفة اليد ، مَكمومة الفَم ، مُرهَقة بتأثير أُمراء ظالمين.
فقام الحسين (عليه السّلام) مَقامهم ، في إثبات مَرامهم ، وفَدَّى بكلِّ غالٍ ورخيصٍ لديه ، أو في يديه باذلاً في سبيل تحقيق أُمنيَته وأُمَّته ، مِن الجهود ما لا يُطيقه غيره ، فكانت نهضته المَظهر الأتمَّ للحَقِّ ، حينما كان عمل مُعارضيه المَظهر الأتمَّ للقوّة فقط ، مِن غير ما حَقٍّ ، أو شُبهة حَقٍّ.
______________________
(١) إنَّ مَشاهير الفُضلاء يومئذ في الأُمة الإسلاميَّة ، كسيِّدنا الحسين (عليه السّلام) ، وسعد بن أبي وقاصّ ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن أبي بكر ، وغيرهم أنكروا على مُعاوية استخلاف يزيد الخَمور والفَجور.
وقد توجَّس يزيد مِن مُخالَفة هؤلاء الوجوه خِيفة ؛ لعِلمِه بأنَّ الرأي العامّ في جانبهم.
ولو كان أميناً مِن اتِّفاق العامَّة معه ، لَما اهتمَّ في اضطهاد هؤلاء وإرغامهم أبداً ، فثبت أنَّ الحسين (عليه السّلام) يومئذٍ ، كان يُمثِّل في قيامه على يزيد رأي الجمهور ، وشُعور الشعب الحيّ.