أنَّ يزيد ، خليفة النبيّ ، بمُبايعةٍ مِن أكثر المسلمين ، وأنَّ حسيناً خارج على إمام زمانه لغايات دنيويّة ، فيجب إعدامه أو إرغامه. واسم الدين قد يغشُّ العامَّة ، ولو كان بقصد مَحو الدين.
ولَكَمْ تذرّع المُبطلون بأسحلة الحَقِّ ضِدَّ أهل الحَقِّ ؛ فخدعوا بذلك العامّة ، كما انخدع الخوارج ضِدَّ أمير المؤمنين بشُبهة مُخالفته للدّين ، وأيُّ دين؟ أهو ذلك الدين الذي قام واستقام ، بخَدمات علي (عليه السّلام) ، ومَعاركه ومَعارفه؟ وكان شمر الفاشِل الخارجي وأشباهه ، مِن بقايا الخوارج ، قائمين بحَركات أسلافهم ، في تمويه حقائق الدين ، بالظواهر الخداعة ، مُستعملين اسم الإسلام آلةً لإجراء مَنْويَّاتهم في الحسين (عليه السّلام) ، ولكنَّ إقامة الإمام (عليه السّلام) صلاة الخوف ، في أحرج المواقف والمواقيت بين الأسنَّة والحِراب ، بين العدى والردى ، كانت أقوى آلةً فَعَّالة في إبطال سِحرهم ومَكرهم ؛ فإنَّهم لم يُمهِلوا الحسين (عليه السّلام) وصحبه أنْ يتعبَّدوا لله ، في حين أنَّ الدّين يفرض إمهال المُتعبِّدين ، والعبادة شعار الموحِّدين ، فما عُذرهم عند رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في مَوقفه بعد موقفهم هذا؟!
أفلم يروا ريحانته ، يُصلِّي إلى قبلة الإسلام ، مع صَحبه المسلمين؟!
أفلا تُحتَرم الصلاة ، وهي حَرم الله؟!
أولم يسمعوا كلام الله : (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً). وصَحب الحسين (عليه السّلام) ألقوا السلاح ، واظهروا السّلام والإسلام ، واستمهلوا للصلاة ، واستأمنوهم لذِكر الله ، فهل ترى مَظهراً للدين والحَقِّ أصدق مِن هذا؟