هذه العوامل وغيرها ، ضيَّقت دائرة النفوذ على الحسن بن عليٍّ (عليه السّلام) وخليفته ، وأوسعت المجاري والميادين لمُعاوية وحزبه ، فانتقم مِن عليٍّ (عليه السّلام) بعد وفاته ، وسبَّه على المَنابر ، والمَعابر ، والألسن ، والكُتب (ويا بأسها مِن حِيلة ووسيلة!) ، لاستئصال مَجد بني هاشم بثَلب كبيرهم ، وقد قال ابن عبّاس (رضي الله عنه) : إنَّهم يُريدون بسبِّ عليٍّ ، سَبَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ، ثمَّ لم يَقنع بذلك ، فأخذ يتتبَّع خاصَّة عليٍّ بالسَّم وغيره ، ويتمثَّل بقوله : إنَّ لله جُنوداً مِن عَسل. يعني : السَّمُّ والمَعسول إلى أعدائه ، ولمْ يَسع حلمه أصحاب عليٍّ (عليه السّلام) وبَنيه قَطٍّ ، فدسَّ سَّماً ذريعاً إلى زوجة الحسن السبط (عليه السّلام) ؛ فقتلته اغتراراً بموعد زواجها مِن يزيد.