وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فإنْ كنتم تعلمون أنَّكم ناصروه ومُجاهدوعدوّه ، فاكتبوا إليه ، وإنْ خِفتم الفَشل والوَهن ، فلا تغرُّوا الرجُل في نفسه. قالوا : لا ، بلْ نُقاتل عدوَّه ، ونقتل أنفسنا دونه. وكتبوا إليه الكتب في أواخر شعبان.
وشَذَّ ما ترى في الكتب المُرسلة ، كتاباً بإمضاء الواحد والاثنين ، وإنَّما هي رِقاع (مَضابط) ، موقَّعة بأسماء آحاد وعشرات مِن وجهاء ورؤساء (شيوخ) يعترفون بإمامته ، ويتمنّون قدومه إليهم ، بألفاظ جَذَّابة ، ولكنْ كذَّابة ، ومواعيد جَلاَّبة ، ولكنْ خَلاَّبة.
والمشهور أنَّه أحصوا عليه في أيَّام قلائلَ كُتُبَ اثني عشر ألف ، فاختلف عند ذلك الإشارات عليه مِن أصحابه وخاصَّته ، فمنهم المُشير عليه بإقامة مَكَّة ، وإرسال عُمّاله ودُعاته إلى الجِهات.
ومنهم المُشير عليه بالذهاب إلى اليمن ، مَنبت الصدق والإيمان ، ومَهبِّ الحِكمة والعروبة ، وقد سبق منهم لأبيه ولاؤهم الصادق ، منذ ولاَّه النبي (صلَّى الله عليه وآله) ، لولا أنّ المتوّجه إلى اليمن ينقطع خَطّ رجعته ، كما تَنقطع مواصلاته مع الآفاق.
ومنهم المُشير عليه بالمَسير إلى العراق ، عاصمة أبيه ، ومَوطن أصحابه ومواليه ، ومَعدن الفروسة والفراسة ، ومَنبت الأموال والرجال ، وهما قوْام كلِّ حكومة.