رأت حكومة يزيد مِن الدهاء والحزم ، سكوتها عن ابن الزبير مُوقَّتاً ، حتَّى يَحسم الزمان أمر الحسين (عليه السّلام) ، الذي أصبح يُهدِّد كيان أُميَّة أيَّ تهديد ، فإذا قضت أُميَّة لُبانتها مِن الحسين (عليه السّلام) ، سَهل عليها أمر ابن الزبير؛ لأنَّ المرعوبيَّة تسود على أضداد يزيد ، بعد الإجهاز على الحركة الحسينيَّة ؛ ولأنَّ موقع ابن الزبير في النفوس ، ليس كموقع الحسين (عليه السّلام) ، سيَّما وابن الزبير شحيح (ولا يَسود إلاّ مَن يجود) ؛ ولأنَّ ابن الزبير لم يرتبط ببلاد ذات خيرات وبركات ، كالعراق واليمن ، حتَّى يستفيد مِن مِيرتها وذخيرتها لجيشه ، لو انتضى له جيش! فلو فُرِض استمراره على خِلاف يزيد بعد الحسين (عليه السّلام) ؛ فجُند أُميَّة يُحاصره في بلاد الحجاز ، القاحلة بين الجبال والرمال ، حتَّى يُسلِّم هو وجُنده ، أو يُقاتل وحده والوحيد مغلوب.