ولكنَّ الكوفيِّين ـ يا للأسف ـ غَرّوا مسلماً واغترّوا ، ولم يغتنموا صَفاء جَوّهم ، وتواني عَدوّهم إلى أنْ دَهمهم ابن زياد ، وفرّق جمعهم بالوعد والوعيد ، وسكَّن فورتهم بالطَّمع والتهديد ، حتَّى إذا سكت الضجيج مِن حول مسلم ، نَفى الرجال العاملين لمعونة مسلم مِن بلده ، وزجَّ في السجن مِن وجوه الشيعة : أمثال المُختار الثقفي ، والمُسيَّب بن نجيبة ، وسُليمان ، ورفاعة وغيرهم ، مِمَّن لم تؤثِّر عليهم التضييقات ، ولا اغترّوا بباطل الوعد ، واستوظف آخرين ، واختفى بعد ذلك أكثر المُتهوِّسين في زوايا البيوت.