ولمَّا رأى الإمام ذلك ، علم أنَّه مقتولٌ لا مَحالة ؛ إذ هو نازل بالعَراء في منطقة جَرداء ، لا ماء فيها ولا كلاء ، فإنْ انتظر قدوم الأنصار ؛ هَلكتْ صِبيتهم وماشيتهم مِن الجَوع والعَطش ، وإنْ خَضع للقوم وبايع أُميَّة ؛ فقد باع الأُمَّة والشريعة ، بعدما انعقدت فيه الآمال ، وإنْ بدأ بحربهم خالف خُطَّته الدفاعيَّة ، حينَ لا مأمل في الانتصار عليهم في ظاهر الحال ، والحُرَّ إنْ لم يستطع أنْ يَعيش عزيزاً ، فأحرى به أنْ يموت كريماً.