سنقرؤه معاً (١).
خطبة الإمام (عليه السّلام) بمنى
«أمّا بعدُ ، فإنَّ هذا الطّاغية قد فَعَلَ بنا وبشيعتِنا ما قد رأيتُم وعلِمتُم وشهِدتُم.
وإنّي أُريد أن أسألَكُم عن شيء ، فإنْ صدقتُ فصدِّقوني ، وإن كذبتُ فكذِّبوني.
اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصارِكُم وقبائِلِكُم ، فَمَن أمِنْتُم من النّاسِ وَوَثِقْتُم بهِ فاِدعوهم إلى ما تعلمونَ من حقِّنا.
فإنّي أتخوَّفُ أن يُدرسَ هذا الأمرُ ، ويذهبَ الحقُّ ويُغلَب (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ).
أنشدكم الله : أتعلمون أنّ عليّ بن أبي طالب كان أخا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين آخى بين أصحابِهِ فآخى بينه وبين نفسه ، وقال : أنت أخي وأنا أخوك في الدّنيا والآخرة؟».
قالوا : اللّهمّ نعم ،
قال : «أنشدكم الله : هل تعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) اشترى موضعَ مسجدِهِ ومنازِلِهِ فَاْبتناهُ ثُمّ اْبتنى فيه عشرةَ منازل ، تسعة له وجعل عاشرها في وسطِها لأبي ثمّ سَدَّ كُلَّ باب إلى المسجد غيرَ بابِه ، فتكلَّمَ في ذلك مَن تكلَّمَ ،
____________________
(١) اعتمدنا في نقل نصّ الخطاب على ما أثبته العلاّمة الشيخ محمد صادق نجمي في تحقيقه القيّم الذي أصدره باسم «خطبه حسين بن علي (عليه السّلام) در منى» باللغة الفارسية ، وطبعته مؤسّسة القدس في مشهد سنة ١٤١١ هـ وقد ذكر أنّ مجموع الخطبة جاء على شكل مقاطع في كلّ من كتاب سليم ، والاحتجاج للطبرسي ، وتحف العقول لابن شعبة.