١٦ ـ ضياع بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله)
ولئن ذهبَ قولُهم : «المرءُ يُحْفَظُ في ولده» مثلاً سائراً فإنّ لذلك أصلاً قرآنياً أدّب الله به عباده المؤمنين على لسان عبده الصالح الخضر ، حيث أقام الجدار الذي كان للغلامين اليتيمين في المدينة ، معلّلاً بأنّه (كَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) سورة الكهف ، الآية ٨١.
فلصلاح أبيهما استحقّ الغلامانِ تلك الخدمة من الخضر. لكنّ كثيراً ممن ينتسب إلى أُمّة النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، لم يُكرموا آلَ محمّد (عليهم السّلام) من أجل الرسول ، ولم تُمهل الأُمّة أهلَ البيت (عليهم السّلام) أكثر من أن يُغمِضَ الرسولُ (صلّى الله عليه وآله) عينيه ولمّا يُقْبر جسده الشريف ، عَدَوْا على آله فغصَبُوا حقّهم في خلافته ، ثم انهالوا عليهم بالهتك والضرب حتّى أقدموا على إضرام النار في دار الزهراء (عليها السّلام) ابنته ، وأسقطوا جنينها ، وأغضبوها ، حتّى قضت الأيّام القلائل بعد أبيها معصّبةَ الرأس ، مكسورة الضلع ، يُغشى عليها ساعة بعد ساعة ، وماتت بعد شهور فقط من وفاة أبيها ، وهي لهم قالية!
وما كان نصيب الغلامين السبطين الحسن والحسين من الأمّة بأفضل من ذلك!