[٣٢٣] : لو كنتُ فيمن قَتَلَ الحسين ثمّ أُدخلتُ الجنّة لاستحييتُ أنْ أنظر إلى وَجْهِ النبي (صلّى الله عليه وآله).
ولم يصرّح ، لأنّ مثل هذا الفرض قد قيل في بيئة لم يستبعد فيها لقاتل الحسين (عليه السّلام) أن يدخل الجنّة!
وهذا هو واحد من أوجه التردّي في الضلال ، والتقهقر في الوعي ، والتخلّف في الشعور ، والبعد عن الإسلام!
فكيف يحتمل أن يدخلَ الجنّة قاتل الحسين ـ سيّد شبابها ـ بينما (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا) كما يقول القرآن؟!
العُريان :
وقبل أن نغادر كربلاء ونودِّعَ «يوم عاشوراء» بآلامه وشجاه ، لا بُدّ أن نلقي نظرة وداع على تلك الجثث الطاهرة المضرّجة بدمائها في سبيل الإسلام ورسالته الكبرى.
فإذا بِنا نشاهد مشهداً فظيعاً ، جسمَ الحسين (عليه السّلام) حبيبَ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ملقىً ، عارياً عن كلّ ما يورايه عن حرّ الشمس!
ولقد جاء في الحديث أنّ الحسين (عليه السّلام) نفسه كان قد توقّع من لؤم القوم أن يجرّدوه من ثيابه :
[٢٧٧] قال الحسين بن عليّ حين أحسَّ بالقتل : «ابغوني ثوباً لا يُرْغَبُ فيه أجعله تحتَ ثيابي! لا أُجَرَّد»!
فأخذ ثوباً ، فخرقه فجعله تحت ثيابه!