ألم يكن عبيد الله مجرماً ومستحقّاً للإساءة قبل هذا؟!
ثمّ ماذا يفعل أنس في مجلس عبيد الله في مثل هذا الوقت؟!
وهل رأى أنس رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يفعل ذلك فقط بسبطه الحسين (عليه السّلام) دون غيره من أفعال فعلها بالحسين ، وأقوال قالها في الحسين (عليه السّلام) والتي عرفنا بعضاً منها في فصلي (١٠ و ١١)؟!
هذا وهو خادم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ملازم له على باب داره!
ثم ـ أخيراً ـ لماذا لم يُحاول أن يُبرز هذا الذي رآه يفعله الرسول (صلّى الله عليه وآله) بسبطه الحسين (عليه السّلام) قبل هذا المجلس حتّى لا يصل الأمر إلى هذه الحال؟!
وهذا زيد بن أرقم :
[٣٢١] قال : كنت عند عبيد الله بن زياد لعنه الله ، إذ أُتي برأس الحسين بن عليّ ، فوضع في طست بين يديْه ، فأخذ قضيباً فجعل يفتر به عن شفتيه ، وعن أسنانه!
فلم أرَ ثغراً قطّ كان أحسن منه! كأنّه الدرّ! فلم أتمالك أن رفعتُ صوتي بالبكاء.
فقال : ما يُبكيك أيّها الشيخ؟
قلت : يُبكيني ما رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يمصّ موضع هذا القضيب ويلثمه ، ويقول : «الّلهمّ إنّي أُحبُّه فأحبَّه» (١).
____________________
(١) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ٧ / ١٥٢.