قال ارسطو) ، وقد خلق الله العالم بطريقة الفيض ، أي ان العالم فاض عنه لأنه تام كامل ، وكل موجود يصل الي كماله يلد ، ويشبه فيضان العالم عنه فيضان النور عن الشمس.
وذكر الفارابي اسم علم ثالث من اعلام الافلاطونية المحدثة هو فورفوريوس الصوري صاحب الكتاب الشهير «المدخل الي مقولات ارسطو» والمعروف باسم كتاب «فيساغوجي». عاش في القرن الثالث الميلادي (٢٣٣ ـ ٣٠٥ م) وقد غادر موطنه صور الي روما حيث اتصل بأفلوطين وتتلمذ عليه وتصوف مثله. وله شروحات لكتب افلاطون وارسطو.
لماذا اختار الفارابي الافلاطونية الجديدة دون سائر المذاهب الفلسفية؟ لم يوضح لنا ذلك ، ولكن يمكن القول انه وجد الطريق ممهداً أمامه فسلكه. والذي مهد له الطريق ، طريق الأفلاطونية الجديدة ، هو سلفه يعقوب بن اسحق الكندي (٧٩٦ ـ ٨٧٣ م) الذي سبقه بقرن من الزمان. ونجده في رسائله يجمع بين آراء افلاطون وارسطو ويقول بشكل سافر بنظرية الفيض الأفلوطينية ، وينعت الله بالواحد الذي لا يتكثر ، كما يقول بحدوث العالم وخلقه من لا شيء. وهذه الآراء نجدها جميعاً في كتاب الفارابي «الجمع بين رأيي الحكيمين».
وربما حمله علي الجمع بين الفيلسوفين المختلفين مبدأ فلسفي ألفاه عند سلفه الكندي يقول ان غاية افلاطون الحق لأن الفلسفة هي العلم