إلى بلدك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك.
فقال النجاشي : فهل معك مما جاء به صاحبكم عن الله شيء؟
فقال جعفر : نعم.
فقال : اقرأه علي.
فقرأ عليه صدراً من (كهيعص) ..
فبكى حتى اخضلت لحيته ، وبكت أساقفته حتى أخضلوا لحاهم.
ثم قال النجاشي : والله ، إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، والله لا أسلمكم إليهم.
قالت أم سلمة : فلما خرج القوم من عنده ، قال عمرو بن العاص :
والله ، لأعيبهم غداً عنده بما يستأصل به خضراءهم ، فقال له عبد الله بن أبي ربيعة ـ وكان أتقى الرجلين :
لا تفعل ، فإن لهم أرحاماً ، وإن كانوا قد خالفوا.
قال : والله لأخبرنه غداً أنهم يقولون في عيسى بن مريم : إنه عبد.
ثم غدا عليه من الغد ، فقال : أيها الملك ، إن هؤلاء يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيماً ، فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه ، فأرسل إليهم.
قالت أم سلمة : فما نزل بنا مثلها.
واجتمع المسلمون ، وقال بعضهم لبعض : ما تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟