فقال جعفر بن أبي طالب :
نقول فيه والله ما قال عز وجل ، وما جاء به نبينا عليهالسلام ، كائناً في ذلك ما هو كائن.
فلما دخلوا عليه قال لهم : ما تقولون في عيسى بن مريم؟
فقال جعفر : نقول إنه عبد الله ، ورسوله ، وروحه ، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.
قالت : فضرب النجاشي يديه على الأرض ، وأخذ منها عوداً ، وقال :
ما عدا عيسى بن مريم ما قال هذا العود.
قالت : فقد كانت بطارقته تناخرت حوله ، حين قال جعفر ما قال ، فقال لهم النجاشي : وإن تناخرتم!
ثم قال للمسلمين : اذهبوا فأنتم (سيوم) بأرضي ، أي آمنون ، من سبكم غرم ، ثم من سبكم غرم ، ثم من سبكم غرم ، ما أحب أن لي دبراً ذهباً وأني آذيت رجلاً منكم ـ والدبر بلسان الحبشة : الجبل ـ ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي فيها ، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة ، حتى ردني إلى ملكي. فآخذ الرشوة فيه ، وما أطاع الناس فيَّ أفأطيعهم فيه؟
قالت : فخرج الرجلان من عنده مقبوحين مردوداً عليهما ما جاءا به ، وأقمنا عنده في خير دار ، مع خير جار .. (١).
__________________
(١) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٣٠٧ / ٣١١ ، وراجع السيرة النبوية لابن هشام ج ١ ص ٣٦٠ ، والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٢١ ، والكامل في التاريخ لابن