ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (٦١))
تفسير المفردات
الصبر : حبس النفس وكفها عن الشيء ، والطعام : هو المنّ والسلوى وجعلوهما طعاما واحدا ، لأنهما طعام كل يوم ، والعرب تقول لمن يجعل على مائدته كل يوم ألوانا من الطعام لا تتغير : إنه يأكل من طعام واحد ، والبقل : النبات الرّطب مما يأكله الناس والأنعام ، والمراد به هنا ما يطعمه الإنسان من أطايب الخضر كالكرفس والنّعناع ونحوهما ، والقثّاء : ما تسميه العامة (القتّة) والفوم : الحنطة ، وقال جماعة منهم الكسائي إنه الثّوم ويرجّح هذا ذكر العدس والبصل. والاستبدال : طلب شىء بدلا من آخر ، وأصل الأدنى الأقرب ثم استعمل للأخس الدّون ، والهبوط : الانحدار والنزول ، والمصر :
البلد العظيم ، وضربت : أي أحاطت بهم كما تحيط القبّة بمن ضربت عليه أو ألصقت بهم كما تطبع الطّغرى على السّكّة ، والذلة : الذل والهوان ، والمسكنة : الفقر ، وسمى الفقير مسكينا لأن الفقر أسكنه وأقعده عن الحركة ، والمراد بها هنا فقر النفس وشحها ، وباءوا بغضب : أي استحقوا الغضب ، يعتدون : أي يتعدّون حدود الله.
المعنى الجملي
ذكر هنا جرما آخر من جرائم أسلافهم التي تدل على كفرانهم بأنعم الله ، وترشد إلى أنهم دأبوا على إعنات موسى ، وأنهم أكثروا من الطلب فيما يستطاع وما لا يستطاع حتى ييأس منهم ويرتدّ بهم إلى مصر حيث ألفوا الذلة ، ومع صادق وعده لهم بأن يمكّن لهم الدخول في الأرض الموعودة ، ويرفع عنهم الخسف الذي كانوا فيه ، ومع