وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٢٩))
تفسير المفردات
القواعد : واحدها قاعدة ، وهى ما يقعد ويقوم عليه البناء من الأساس أو من السافات (طاقات البناء) ورفعها إعلاء البناء عليها ، وتقبل الله العمل : قبله ورضى به ، مسلمين أي منقادين لك ، يقال أسلم واستسلم إذا خضع وانقاد ، والأمة الجماعة ، والمناسك : واحدها منسك (بفتح السين) من النسك وهو غاية الخضوع والعبادة ، وشاع استعماله فى عبادة الحج خاصة ، كما شاع استعمال المناسك في معالم الحج وأعماله ، وتاب العبد إلى ربه إذا رجع إليه ، لأن اقتراف الذنب إعراض عن الله وعن موجبات رضوانه ، وتاب الله على العبد : رحمه وعطف عليه ، والكتاب القرآن ، والحكمة أسرار الأحكام الدينية ومعرفة مقاصد الشريعة ، قال ابن دريد : كل كلمة وعظتك أو دعتك إلى مكرمة. أو نهتك عن قبيح فهي حكمة ، ويزكيهم : أي يطهر نفوسهم من دنس الشرك وضروب المعاصي ، العزيز : أي القوى الغالب ، الحكيم : أي الذي لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة والمصلحة.
المعنى الجملي
بعد أن ذكّر سبحانه العرب بما أنعم عليهم من بناء البيت وجعله مثابة للناس وأمنا ، وبدعاء إبراهيم عليه السلام لقاطنى هذا البلد الحرام باستجابته تعالى دعاءه ، إذ جعله بلدا آمنا تجبى إليه الثمرات من شاسع الأقطار ليتمتع بها أهله ، وبعهده إلى إبراهيم وإسماعيل بأن يطهرا بيته للطائفين والعاكفين والركّع السجود ، تنبيها لهم إلى أنه لا ينبغى أن يعبد فيه غيره ، فيجب تنزيهه عن الأصنام والتماثيل وعبادتها الفاسدة.