وبكينا لبكائه فلما فرغ المؤذن قال اتدرون ما يقول المؤذن قلنا الله ورسوله ووصيه اعلم قال لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فلقوله الله اكبر معان كثيرة.
ومنها ان قول المؤذن الله اكبر يقع على قدمه وازليته وابديته وعلمه وقوته وحلمه وكرمه وجوده وعطائه وكبريائه فإذا قال المؤذن الله اكبر فانه يقول الله الذى خلق وله الامر وبمشيته كان الخلق ومنه كل شئ للخلق واليه يرجع الخلق وهو الاول قبل كل شئ لم يزل والاخر بعد كل شئ لا يحد فهو الباقي وكل شئ دونه فان.
والمعنى الثاني الله اكبر أي العليم الخبير علم ما كان وما يكون قبل ان يكون.
والثالث الله اكبر أي القادر على كلشئ يقدر على ما يشاء القوى لقدرته المقتدر على خلقه القوى لذاته قدرته قائمة على الاشياء كلها إذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون.
والرابع الله اكبر على معنى حلمه وكرمه يحلم حتى كانه لا يعلم ويصفح حتى كانه لا يرى ويستر كانه لا يعصى لا يعجل بالعقوبة كرما وصفحا وحلما.
والوجه الاخر في معنى الله اكبر أي الجواد جزيل العطاء كريم الفعال.
والوجه الاخر في معنى الله اكبر فيه نفى كيفيته كانه يقول الله اجل من ان يدرك الواصفون قدر وصفه الذى هو موصوف به وانما يصفه الواصفون على قدرهم لاعلى قدر عظمته وجلاله تعالى الله عن ان يدرك الواصفون صفته علوا كبيرا.