عليه الخوف من تلك المقامات فهل يجوز في ميزان العقل ان يخاف هو عليه السلام وهو مستقيم وتامن انت وانت سقيم فان كل من يريد الدخول إلى حضرة ملك لمناجاته يتأهب باصلاح كل ما يقع نظر الملك عليه وبكلما يكون اقرب إليه وهو المعلوم ان نظر الله جل جلاله المنزه واعتباره بطهارة القلوب من الذنوب والجوارح من الجرائح ولانه إذا اهتم بتطهيرها من دنس استعمالها في غير ما خلقت له من عبادته اما بان يطلب العفو من مالك رحمته أو بتوبة خالصة بصادق نيته فيكون اهتمامه بذلك الاهم لطفا له وادعى إلى تطهيرها بالماء على التمام وإذا طهرها بالماء بعد تطهيرها من الاثام كان اقرب إلى ان يدخل حضرة المناجاة بسلام ويجد روح ارج ذلك المقام.
الفصل الحادي عشر
في صفة الطهارة بالماء بحسب المنقول
روى محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن على بن حسان الواسطي عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى محمد بن على عن ابى عبد الله عليه السلام قال بينا امير المؤمنين عليه السلام ذات يوم جالسا مع ابن الحنفية وقال يا محمد اتنى باناء من ماء اتوضأ للصلوة فاتاه محمد بالماء فالقا بيده اليسرى على يده اليمنى ثم قال بسم الله الحمد لله الذى جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا قال ثم استنجى فقال اللهم حصن فرجى واعفه واستر عورتى وحرمني على النار قال ثم تمضمض فقال اللهم لقنى حجتى يوم القاك واطلق لساني بذكرك ثم استنشق فقال اللهم لا تحرم على ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وروحها