هُوَذا مسك الختام ، في بيان آخر مقام من مقامات الآخرة والمنزلة الأخيرة : جنّة المطيعين رزقنا الله إيّاها ، ونار العاصين أبعدنا الله منها.
ويحسن بالمناسبة الاشارة في آخر المطاف إلى أصحاب الأعراف .. الذين يعرفون كلّاً بسيماهم ، ويشفعون لأوليائهم.
والذين من عرفهم دخل الجنّة ، ومن أنكرهم دخل النار.
والذين لا يُعرف الله إلّا بسبيل معرفتهم.
أعني بهم الرسول الأكرم وعترته الطيّبين سلام الله عليهم أجمعين الذين هم أصحاب الأعراف في يوم الدين.
قال الشيخ الصدوق :
«اعتقادنا في الأعراف أنه سور بين الجنة والنار عليه رجال يعرفون كلا بسيماهم والرجال هم النبي وأوصياؤه عليهم السلام ، لا يدخل الجنّة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه».
والأعراف ورد به الكتاب والسنّة.
ففي الكتاب الكريم :
قال تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) (١).
وقال عزّ اسمه :
(وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية ٤٦.