والمعتقد الصحيح هو بقاء الأرواح وأثابتها أو معاقبتها في البرزخ كما صرّح به شيخ المحدّثين الصدوق حيث قال :
«اعتقادنا في النفوس انّها خلقت للبقاء ولم تُخلق للفناء ...
واعتقادنا فيها انّها اذا فارقت الأبدان فهي باقية ، منها منعمة ومنها معذّبة ، إلى أن يردّها الله تعالى بقدرته إلى أبدانها» (١).
والمستظهر من الآيات القرآنيّة والأحاديث المعصوميّة ، والأدلّة البرهانيّة ثبوت عالم البرزخ ، وانّ النفس باقية بعد الموت في عالم البرزخ ، إمّا منعّمة كروح المؤمن ، أو معذّبة كروح الكافر ، أو ملهيأ عنها كروح المستضعف كما يأتي بيانها.
الدليل على عالم البرزخ
دلّ على البرزخ الكتاب الكريم ، والأحاديث المتظافرة ، وإجماع الأُمّة ، فلاحظ ما يلي :
أمّا في القرآن الكريم :
١ ـ قوله تعالى :
(وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (٢).
جاء في التفسير : «البرزخ هو أمرٌ بين أمرين وهو الثواب والعقاب ، بين الدنيا والآخرة» (٣).
٢ ـ قوله تعالى :
(لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا * تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ
__________________
(١) الاعتقادات : ص ٤٧.
(٢) سورة المؤمنون ، الآية ١٠٠.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٩٤.