«كُنْتُ سَاجِداً أُدْعُو رَبِّي بِدُعَاءِ الْخَيْرَاتِ فِي سَجْدَتِي ، فَغَلَبَنِي عَيْنِي ، فَرَأَيْتُ رُؤْيَا هَالَتْنِي وَأَقْلَقَتْنِي.
رَأَيْتُ رَسسُولَ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَائِماً وَهُوَ يَقُولُ :
يَا أَبَا الْحَسَنِ طَالَتْ غَيْبَتُكَ ، فَقَدْ اشْتَقْتُ إِلَى رُؤْيَاكَ ، وَقَدْ أَنْجَزَ لِي رَبِّي مَا وَعَدَنِي فِيك.
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهٍ وَمَا الَّذِي أَنْجَزَ لَكَ فِيَّ؟
قَالَ : أَنْجَزَ لِي فِيكَ وَفِي زَوْجَتِكَ وَابْنَيْكَ وَذُرِّيَّتِكَ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي عِلِّيِّينَ.
قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولِ اللهِ فَشِيعَتُنَا؟
قَالَ : شِيعَتُنَا مَعَنَا ، وَقُصُورُهُمْ بِحِذَاءِ قُصُورِنَا ، وَمَنَازِلُهُمْ مُقَابِلَ مَنَازِلِنَا.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا لِشِيعَتِنَا فِي الدُّنْيَا؟
قَالَ : الْأَمْنُ وَالْعَافِيَةُ.
قُلْتُ : فَمَا لَهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ؟
قَالَ : يَحْكُمُ الرَّجُلُ فِي نَفْسِهِ ، وَيُؤْمَرُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِطَاعَتِهِ.
قُلْتُ : فَمَا لِذَلِكَ حَدٌّ يُعْرَفُ.
قَالَ : بَلَى إِنَّ أَشَدَّ شِيعَتِنَا لَنَا حُبّاً يَكُونُ خَرُوجُ نَفْسِهِ كَشُرْبِ أَحَدِكُمْ فِي يَوْمِ الصَّيْفِ الْمَاءَ الْبَارِدَ الَّذِي يَنْتَقِعُ بِهِ الْقُلُوب ...» (١).
ملك الموت
١ ـ في حديث الامام الصادق عليه السلام :
قيل لملك الموت عليه السلام : كيف تقبض الأرواح وبعضها في المغرب وبعضها في المشرق في ساعةٍ واحدةٍ؟
__________________
(١) البحار : ج ٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٠.