(٥)
نفخ الصور للفناء والإحياء
الصور في اللغة هو القَرن يُنفخُ فيه (١).
والفناء هو الهلاك ، كما ان الإحياء هو البعث.
يقال : فنى المال ، اذا باد واضمحلّ ، وكلّ مخلوق صائرٌ الى الفناء : أي الهلاك والاضمحلال (٢).
ويُفسّر الصور بصور إسرافيل الذي ينفخ فيه باذن الله تعالى فيموت الجميع ولا يبقى ذو روح إلّا صعق ومات ، ثمّ ينفخ فيه اُخرى باذن الله تعالى فيكون البعث ولا يبقى أحدٌ إلّا حيّ وقام.
وأفاد العلّامة المجلسي أعلى الله مقامه : أنه يجب الايمان بالصور على هذا النحو الذي ورد في النصوص الصريحة.
وأمّا تأويله بأنّه جمع الصورة ليكون النفخ فيه بمعنى النفخ في صور الأشخاص للاحياء فهو خروج عن ظواهر الآيات بل صريحها ، وإطراح للنصوص الصحيحة الصريحة من غير حاجة.
وذلك لأنّه :
أوّلاً : لا يتأتّى هذا التأويل في النفخة الاولى التي هي للإماتة.
ثانياً : يأبى عنه إفراد الضمير في قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ) (٣) إذ لو كان الصور
__________________
(١) مرآة الأنوار : ص ١٤٢.
(٢) مجمع البحرين : ص ٦٩.
(٣) سورة الزمر ، الآية ٦٨.