(١)
الموت
وهي الحقيقة الثابتة التي يدركها الوجدان بالعيان ، وتستغني عن إقامة الدليل والبرهان.
وقد خلقه الله تعالى كما خلق الحياة فكان مخلوقاً من مخلوقاته كما يفيده قوله عزّ اسمه في سورة الملك ، الآية ٢ :
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).
وفي حديث الامام الباقر عليه السلام في الكافي :
«الْحَيَاةُ وَالْمَوْتَ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللهِ فَإذَا جَاءَ الْمَوْتُ فَدَخَلَ فِي الْإنْسَانِ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَيْءٍ إلّا وَقَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ الْحَيَاةُ» (١).
وهو يتحقّق بفعل الله تعالى القاهر لعباده ، والذي يتوفّى الأنفس حين موتها.
ويتنفّذ بواسطة ملك الموت وأعوانه كما في قوله تعالى :
(قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (٢).
قال في تصحيح الاعتقادات :
«الموت هو يضادّ الحياة ، يبطل معه النمو ، ويستحيل معه الاحساس ، وهو يحلّ محل الحياة فينفيها» (٣).
__________________
(١) الكافي : ج ٣ ، ص ٢٥٩ ، ح ٣٤.
(٢) سورة السجدة ، الآية ١١.
(٣) تصحيح الاعتقادات : ص ٩٤.