ذوي الفضل والمزيد من أنبيائها ، وهداتها ، وخلفائها ، وولاتها ، وفقهائها ، وقضاتها ، وعلمائها ، ودرّاتها ، وقرائها ، ونحاتها ، وشعرائها ، ورواتها من أمنائها ، وأبنائها ، وضعفائها ، وثقاتها. وذكر ما لهم من ثناء ومدح. وإثبات ما فيهم من هجاء وقدح. وإيراد ما ذكروه (١) من تعديل وجرح ، وحكاية ما نقل عنهم من جدّ ومزح ، وبعض ما وقع إليّ من رواياتهم. وتعريف ما عرفت من مواليدهم (٢) ووفاتهم.
وبدأت بذكر من اسمه منهم أحمد لأن الابتداء بمن وافق اسمه اسم المصطفى ، ثم ذكرتهم بعد ذلك على ترتيب الحروف مع اعتبار الحرف الثاني والثالث تسهيلا للوقوف ، وكذلك أيضا اعتبرت الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم ، ولم أرتبهم على طبقات أزمانهم أو كثرة أعدادهم وعلى قدر علوهم في الدرجات والرتب ، ولا لشرفهم في الأفعال والنّسب ، وأردفتهم بمن (٣) عرف بكنيته ولم أقف على حقيقة تسميته. ثم ذكر تنسيبه (٤) ، وبمن لم يسم في روايته ، وأتبعتهم بذكر النسوة المذكورات ، والإماء الشواعر المشهورات. وقدمت قبل جميع ذلك جملة من الأخبار في شرف الشام وفضله. وبعض ما حفظ من مناقب سكانه وأهله ، وما خصّوا به دون أهل الأقطار ، وامتازوا به على سائر سكان الأمصار ، ما خلا سكان الحرمين ، وجيران المسجدين المعظّمين ، وبوّبت ذلك جميعه تبويبا ورتبته في مواضعه ترتيبا ، وذلك مبلغ علمي ، وغاية جهدي ، على ما وقع إليّ أو ثبت عندي (٥).
فمن وقف فيه على تقصير أو خلل ، أو غير (٦) ذلك منه على تغيير أو زلل فليعذر أخاه في ذلك متطولا وليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا ، فالتقصير من الأوصاف البشريّة ، وليست الإحاطة بالعلم إلّا لبارئ البرية فهو الذي وسع كل شيء علما ، وأحصى مخلوقاته عينا واسما ، ومع ذلك فمن ذكرت [أقل](٧) ممّن أهملت وما أصبت
__________________
(١) كذا ، وفي المجلدة الأولى «ذكروه».
(٢) كذا بالأصل وفي المجلدة الأولى «موالدهم ووفياتهم».
(٣) بالأصل «وأزد فيهم من» والمثبت عن المجلدة الأولى المطبوعة.
(٤) كذا بالأصل وعلى هامشه كتب مصححه : «لعل : نسبته» وفي المجلدة الأولى المطبوعة : ثم بمن ذكر بنسبته.
(٥) بالأصل «عند».
(٦) كذا بالأصل ، والعبارة في المطبوعة المجلدة الأولى : أو عثر فيه على تغيير.
(٧) سقط من الأصل ، زيدت عن المجلدة الأولى.