وأمير الجيش سعد بن أبي وقاص وكتب إليه أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل إلى إخوانكم بالشام ، فو الله لقرية من قرى الشام يفتحها الله عزوجل على المسلمين أحبّ إليّ من رستاق عظيم من رساتيق العراق. ففعل خالد فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى صفير (١) وذنبة (٢) فوجد المسلمين معسكرين بالجابية. فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو. فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء بين مولى (٣) من الحارث.
كذا قال وإنما استخلف خالد المثنى بن حارثة ، ثم قدم سعد بعد ذلك.
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي ، أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي ، نا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران بن موسى ، نا موسى بن زكريا ، نا أبو عمرو خليفة بن خياط المعروف بشباب ، حدثني الوليد بن هشام ، عن أبيه ، عن جده قال : كان خالد على الناس (٤) ، فصالحهم فلم يفرغ من الصلح حتى عزل وولي أبو عبيدة فأمضى صلح خالد ، ولم يغيّر الكتاب. والكتاب عندهم باسم خالد (٥).
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة ، حدثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، حدثني الوليد بن مسلم ، حدثني الأموي ، عن أبيه قال : وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى ، ووقعة فحل في ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة.
قال محمد بن عائذ : قال الوليد بن مسلم : قال سعيد بن عبد العزيز وابن حاتم : ثم كانت وقعة بمرج الصّفّر والتقوا على النهر عند الطاحونة فقتلت الروم يومئذ حتى جرى النهر وطحنت طاحونتها من دمائهم.
__________________
(١) كذا بالأصلين ، ولم أجده ، ولعله أحد موضعين ففي معجم البلدان : ضفير : ذو ضفير : جبل بالشام. وفيه : ضمير موضع قرب دمشق. فلعله صحفت اللفظة من النساخ.
(٢) ذنبة : موضع من أعمال دمشق (معجم البلدان).
(٣) كذا وردت العبارة بالأصلين ، وفي المطبوعة : فاجتمع هؤلاء الأربعة الأمراء يبرمون أمر الحرب.
(٤) يعني عند فتح دمشق ، انظر تاريخ خليفة ص ١٢٦ حوادث سنة ١٤.
(٥) عقب خليفة بعد ما أورد الخبر : هذا غلط لأن عمر عزل خالدا حين ولي.