دمشق فنزلوا عليها في رجب سنة ثلاث عشرة. وتوفي أبو بكر رضياللهعنه بعد ذلك. وولي عمر بن الخطاب فعلى يديه فتحت دمشق في سنة أربع عشرة قال : فسمعت أشياخنا يقولون : إن عمر بن الخطاب ولي سنة ثلاث عشرة ، فأقام عمر عمود رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسنته. فكان أول ما ابتدأ به إقامة فريضة الجهاد والائتمام (١) برسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر بأثرة أهله بكلّ ما قدر (٢) عليه من تقويتهم بالأموال التي صرفها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر فيها ، مع إعماله رأيه ونظره وتدبيره إيّاه ما حضر منه أو غاب.
قالوا : ففتح الله به وعلى يديه الفتوح العظيمة من دمشق سنة أربع عشرة ، واليرموك سنة خمس عشرة.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نبأ أبو محمد الكتاني ، أنبأ أبو القاسم الرازي ، أنا أبو جعفر عبد الله بن محمد بن هشام الكندي ، نا أبو زرعة الدمشقي ، حدثني الحكم بن نافع ، نا صفوان بن عمرو ، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير أن أبا بكر جهز بعد النبي صلىاللهعليهوسلم جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص وأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وقد فتح الله عليه القادسية (٣) وجلولاء (٤) فكتب له أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمدّ إخوانك بالشام والعجل العجل قال : فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأمراء الأربعة.
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأ أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة ، حدثني أبو اليمان ، حدثني صفوان بن عمرو ، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير : أن يزيد بن أبي سفيان ومن معه كتبوا إلى [أبي](٥) بكر يخبرونه بجموع الرّوم لهم ويستمدونه (٦) فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق ـ وقال غيره : بناحية عين التمر ـ وقد فتح الله عليه القادسية وجلولاء
__________________
(١) بالأصل وخع : «والانتمام» والمثبت عن المطبوعة.
(٢) عن خع وبالأصل «قدم».
(٣) بلدة كان بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا (ياقوت).
(٤) جلولاء : بالمد ، طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان بينها وبين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان).
(٥) زيادة عن خع.
(٦) بالأصل وخع «واستمدونه».