ما لي أراكي تكرهين الجنة |
|
وقبل ذا قد كنت مطمئنة (١) |
إذ أجلب الناس وشدوا الرنّة |
وزعموا ، والله أعلم ، أن يعلى بن منية قدم على رسول الله بخبر أهل مؤتة فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن شئت فأخبرني وإن شئت أخبرك» قال : بل أخبرني يا رسول الله قال : فأخبرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم خبرهم كله ووصفه لهم فقال : والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا لم تذكره ، وإنّ أمرهم لكما ذكرت فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله تبارك وتعالى رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم» [٤١٦] وزعموا والله أعلم أن ابن رواحة بكا حين أراد الخروج من مؤتة فبكى يعني أهله حين رأوه يبكي. فقال : والله ما بكيت جزعا من الموت ولا صبابة بكم ، ولكن بكيت من قول الله عزوجل : (إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) (٢) فأيقنت أني واردها ولم أدر أنجوا منها أم لا.
حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلم السّلمي الفقيه ـ لفظا ـ وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه ، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم علي بن نصر علي بن يعقوب بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، قال : قال محمد بن عائذ : فحدثني الوليد قال : فحدثني أبو سليمان عبد الرّحمن بن سليمان عن من حدثه من مشيختهم عن رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الأشعريين : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه مبعثا ركب فيه البحر حتى خرج إلى أيلة وما يليها فلما كان بمكان الذي هو به من الشام بلغه قدوم زيد بن حارثة وذلك الجيش البلقاء ، ومن لقيهم من جماعة الروم ومن معها من قبائل العرب فخرجت حتى أتيتهم قال : فلقيناهم وشهدت المعركة. فاقتتلنا قتالا شديدا ، ولبس زيد درعا له وركب فرسا وبيده الراية ، يقاتل ثم نزل عن الفرس ونزع الدرع وقال : من يأخذ هذا؟ وقتل زيد ، وأخذه جعفر فلبس الدرع وركب الفرس وأخذ الراية فتقدم فقاتل. قال : ونزل جعفر عن الفرس ونزع الدرع وقال : من يأخذ هذا؟ فتقدم عبد الله بن رواحة فلبس الدرع وركب الفرس وأخذ الراية فقاتل فقتل ولما انتهت
__________________
(١) في سيرة ابن هشام ودلائل البيهقي :
قد طال ما قد كنت مطمئنه
(٢) سورة مريم ، الآية : ٧١.