وخولان فثبتوا حتى صدقوا أعداء الله فقاتلوهم قتالا شديدا طويلا ، ثم أنه ركبه من الروم أمثال الجبال. فزال المسلمون من الميمنة إلى ناحية القلب ، وانكشفت (١) طائفة من الناس إلى العسكر ، وثبت صدر من المسلمين عظيم يقاتلون تحت راياتهم ، وانكشفت زبيد يومئذ وهي في الميمنة وفيهم الحجاج بن عبد يغوث فتنادوا فترادّوا واجتمعوا جميعا فاجتمعوا وهم خمسمائة رجل ، فشدوا شدة نهنهوا من قبلهم من الروم واشغلوهم عن اتباع من انكشف من الميمنة وترادّ أيضا جماعة من الميمنة المتحيزة فشدّت حمير وحضرموت وخولان بعد ما زالوا حتى وقفوا مواقفهم في الصف. واستقبل النساء سرعان من انهزم من المسلمين معهن عمد البيوت وأخذن تضربن وجوههن وترمين بالحجارة.
قالوا : قال العباس بن سهل بن سعد الساعدي وكانت تحته خولة بنت ثعلبة الأنصارية في هؤلاء النساء فمرّ بها عمرو ، وهو ابن بحر ، وهو يقول (٢) :
يا هاربا عن نسوة ثنيات (٣) |
|
فعن قليل ما ترى سبيات |
ولا خطيئات (٤) ولا رضيات (٥) |
قال : فترادّ الناس وثبت النساء على مواقفهن.
قالوا : واستحرّ القتال في الأزد ، فأصيب منهم ما لم يقتل من القبائل ، وقتل يومئذ عمرو بن الطفيل الدّوسي وحقق الله رؤيا والده رحمة الله عليه الطفيل ، فإنه رأى يوم مسيلمة أن امرأة لقيته ففتحت له فرجها فدخله ، وطلبه ابنه هذا وحبس عنه ، فقال : أوّلت رؤياي أن أقتل ، وإن المرأة التي أدخلتني في فرجها الأرض ، وأن ابني سيصيبه جراحة ويوشك أن يلحقني ، فقتل هذا يوم اليرموك ، وهو يقول : يا معشر الأزد لا يؤتين المسلمين من قبلكم ، وأخذ يضرب بسيفه قدما وهو يقول :
__________________
(١) بالأصل «وانكشف».
(٢) كذا بالأصل ، والصواب «وهي تقول» كما في البداية والنهاية ٧ / ١٥ وفتوح الشام للواقدي وغزوات ابن حبيش ١ / ٢٧٤.
(٣) في خع وغزوات ابن حبيش ١ / ٢٧٤ والبداية والنهاية ٧ / ١٥ : «تقيات» وفي فتوح الشام للواقدي «ثقات».
(٤) في خع وابن حبيش : «حظيات» وفي البداية والنهاية : حصيات.
(٥) الرجز في فتوح الشام للواقدي باختلاف وزيد رابعا في ابن حبيش
رميت بالسهم وبالمنيات