قد علمت دوس ويشكر تعلم |
|
أني أخو البيض ليوم مظلم (١) |
وأعزل الشكيم شدّ الأيهم |
|
كنت عزيزا في الوغا ضيغم (٢) |
فقاتل حتى قتل.
قال : وثبت جندب بن عمرو بن جهمة (٣) ورفع رايته وهو يقول : يا معشر الأزد ، إنه لا ينجو من القتل والعدو والإثم إلّا من قاتل. ألا وإنّ المقتول الشهيد والخائب من تولى. ثم أخذ يقول : يا معشر الأزد :
إنه لا يمنع الراية إلّا الأبطال (٤)
فقاتل حتى قتل.
قالوا : وبرز أبو هريرة صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الأزد يعاونها وهو أحد الرءوس من الأزد فجعل يقول : سارعوا إلى الحور العين وجوار ربكم عزوجل في جنان النعيم ، ما أنتم إلى ربكم في موطن أحبّ إليه منكم في مثل هذا الموطن ، ألا وإنّ للصابرين فضلهم.
قالوا فأطافت به الأزد ثم اضطربوا حتى صارت الروم تجول في مجال واحد كما تدور الرحى ، قالوا : ولقلّ ما رؤي يوما أكثر قحفا ساقطا ومعصما نادرا وكفا طائرة من ذلك الموطن. والناس يضطربون تحت القسطل (٥). قالوا : وجلّ القبائل (٦) في الميمنة حتى القلب ، قالوا : والقلب في نحو ما فيه الميمنة.
__________________
(١) في ابن حبيش ١ / ٢٧٤ :
أني إذا الأبيض يوما مظلم
(٢) في ابن حبيش :
وعرد النكس وفر الأبهم |
|
أني عفرنا في الوقاع ضيغم |
(٣) كذا بالأصل وخع ، وفي ابن حبيش : «حمئة».
(٤) الرجز في ابن حبيش ١ / ٢٧٥ وقبله فيه :
يا معشر الأزد احتداد الأقيال |
|
هيهات هيهات وفوت الحال |
(٥) القسطل : الغبار.
(٦) عن خع وبالأصل «القبهلل» وفي ابن حبيش : «وكان جل القتال».